هي سيدي بوزيد مرّة أخرى تجد نفسّها منتفضة
صارخة "جبّالي يا جبان ...البوزيدي لا يهانّ" كما صرخت من قبل الرابع
عشر من جانفي "بن علي يا جبّان البوزيدي لايهان"
بعد أن وجدت طرق التهميش لمدينة عاشت الإقصاء
طيلّة ربع قرن منفذا جديدا لكن هذه المرّة بإسم الديمقراطية
أبناء المدينّة الذين ذهبتم غالبّ أصواتهم
للعريضة الشعبيّة التابعة للهاشمي المنشق عن الإتجاه الإسلامي و الراقص بين الحبّال
كما يصفه المراقبون وسط حديث عن ملفات فاسد مرتبطة بوكالة الإتصال الخارجي زمن بن
علي
أبناء المدينّة صدمهم اسقاط القوائم التي
صوتوّ لها أملا في إبن جهتهم الذي وعدهم
بعهد جديد يحقق فيه استحقاقات الجهة من تنمية و مكانة سياسية وتأثير في دوائر
القرار
بلّ الأمرّ لم يكن مقتصرا على اسقاط القوائم
فقط بل تجاوز ذلك الى حملة شعواء من الشتم و التشكيك و حتى الوصاية على من إنتخبوا
العريضة
الأمر الذي ساءهم كثيرا فأنطلقوا فيما يصفونه
ثورة جديدة بعد أن كانوا يعتقدون أن زمن الظلم و التهميش قد مضى مطالبين بإنصافهم
و احترام قرارهم
هؤلاء الذين يعيشون في أعماق تونس و الذين
خاطبهم محمّد عبو بلغة الفايس بوك متناسيا أن من لا يجد قوت يومّه لا يملك ضرورة
ربطا بشبكة الأنترنات
هؤلاء الذين لا نسمع عنهم إلا في صفحات
الحوادث و التي تكتب عرضا حتى تملىء الجرائد الصفراء أو حين نتخذهم محلا لنكاتنا
السخيفة و من الامهم و لهجتهم مادة لتسليّة
هؤلاء
ظلموا مرتين مرة زمن الديكتاتورية ومرّة زمن الديمقراطية ليجدوا أنفسهم ضحيّة
لصراع أيدلوجي لا ناقة لهم فيه و لا جمل
